"حين ينهض المظلوم... يسقط جلّاده"
بقلم: وائل خليل – ناشر ورئيس تحرير Lebanon Gate
في وطنٍ اسمه لبنان، حيث استُبيحت العدالة وتحوّلت الكرامة إلى رفاهية، يبقى الشعب هو الضحيّة الدائمة في مسرحية طويلة من الطغيان السياسي والطائفي. بلدٌ كان منارةً للشرق، أصبح رهينة في أيدي زعماء طوائف جعلوا من السلطة ميراثًا، ومن الوطن مزرعةً تُنهب بلا حسيب ولا رقيب.
كم من كبير قُدّم شهيدًا على مذبح الدولة؟ من كمال جنبلاط، إلى رفيق الحريري، إلى كوكبة من المثقفين والأحرار، رجالٌ حملوا حلم الجمهورية القوية وسقطوا برصاص الغدر والحقد، كما حكاية الاستقلال كتبها وطنيون كبار كرياض الصلح وكميل شمعون وحبيب أبي شهلا وعادل عسيران ومجيد ارسلان وسليم تقلا، و صبري حمادة وصائب سلام وعبد الحميد كرامي.. والقافلة تطول وتطول...
لكن، وكما علمتنا ثورة المليون شهيد في الجزائر، فإن الظلم لا يدوم، والاستعمار يسقط مهما طال الزمن. وكما قال جان جاك روسو: "حين يُضطهد الشعب طويلًا، يصبح الانفجار حتميًا." هذا ما نعيشه في بلد، حيث تغلي القلوب بالصمت وتحت الرماد جمرة لا تنطفئ.
اليوم، لا مفر من استنهاض الوعي الشعبي. فالإصلاح لا يولد من التسويات، بل من المواجهة. المواجهة مع منظومة حولت المؤسسات إلى أدوات للقمع، والعدالة إلى سلعة تباع وتُشترى.
إن من واجب كلّ مثقف، كل إعلامي، كل صاحب ضمير، أن يناصر هذا الشعب المغدور. فالكلمة الحرّة، كما الرصاصة الشريفة، تُسقط الطغاة.
لبنان لن يموت، لأن في أبنائه من لا يزالون يؤمنون بأنه يستحق الحياة. سيُهزم الجلاد حين يعلو صوت المظلوم، وسينتصر الحق حين يكتب المواطن قصته بيده.
Recent comments