تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Add

sad

الهوية الوطنية: المفهوم والأهمية كتبت ايمان غصين

 الهوية الوطنية حجر الأساس في بناء المجتمعات المتماسكة، فهي الرابط الذي يجمع أفراد الوطن الواحد تحت مظلة واحدة من القيم والتقاليد والانتماء. وفي ظل ما يشهده العالم من تحولات ثقافية واقتصادية متسارعة، تبرز أهمية تعزيز الهوية الوطنية بالتوازي مع ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية، لخلق مجتمع فاعل يشارك في نهضة وطنه ويحافظ على مكتسباته.


أولاً: مفهوم الهوية الوطنية

الهوية الوطنية هي الإحساس بالانتماء إلى الوطن، وتشمل مجموعة من العناصر مثل اللغة، الدين، التاريخ، الثقافة، والعادات والتقاليد. إنها ليست مجرد شعور عاطفي، بل هي وعي عميق بالجذور والمبادئ التي تشكل شخصية المواطن وتحدد مواقفه وسلوكياته.

تبدأ الهوية الوطنية من الأسرة، وتُصقل في المدارس، وتُعزز من خلال الإعلام والمؤسسات الثقافية. وهي تتجلى في حب الوطن، واحترام رموزه، والدفاع عنه، والعمل على رفعته.


ثانيًا: المسؤولية المجتمعية ودورها في بناء الوطن

المسؤولية المجتمعية هي التزام الفرد أو المؤسسة تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، وتظهر من خلال المشاركة الفعالة في حل القضايا الاجتماعية، وحماية البيئة، وتعزيز التنمية المستدامة.

عندما يكون الفرد واعيًا بهويته الوطنية، يصبح بطبيعته أكثر حرصًا على أداء دوره في المجتمع، سواء من خلال التطوع، أو الالتزام بالقوانين، أو الإسهام في المبادرات الاجتماعية والتعليمية.


ثالثًا: العلاقة بين الهوية الوطنية والمسؤولية المجتمعية

الهوية الوطنية والمسؤولية المجتمعية هما وجهان لعملة واحدة. فكلما كان شعور الفرد بالانتماء إلى وطنه أقوى، زاد إيمانه بواجبه تجاه المجتمع. كما أن المسؤولية المجتمعية تسهم في حماية الهوية من التآكل أو الذوبان في ظل التحديات الثقافية المعاصرة.

على سبيل المثال، المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية، أو إحياء المناسبات الوطنية، تُعزز من الهوية الوطنية في وجدان الشباب. وكذلك فإن مشاركة الشباب في حملات النظافة، أو تعليم الأطفال المحتاجين، تعكس روحًا وطنية واعية ومسؤولة.

رابعًا: دور المؤسسات في تعزيز الهوية والمسؤولية

تلعب المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية دورًا محوريًا في ترسيخ الهوية الوطنية والمسؤولية المجتمعية. فالمدارس يمكن أن تغرس هذه القيم من خلال المناهج والنشاطات، والإعلام قادر على توجيه الرأي العام نحو قضايا المجتمع والوطن.

كما أن القطاع الخاص أصبح اليوم شريكًا أساسيًا في المسؤولية المجتمعية، من خلال برامج الدعم المجتمعي، ورعاية التعليم، والمشاركة في حماية البيئة.

إن بناء الهوية الوطنية وتعزيز المسؤولية المجتمعية ليسا خيارًا، بل ضرورة لضمان استقرار المجتمعات وتقدمها. فبهوية راسخة، ومسؤولية نابعة من الإيمان بالوطن، يُمكن للأمم أن تواجه التحديات، وتخطو بثبات نحو مستقبل أفضل. فليكن كل فردٍ فينا سفيرًا لوطنه، يحمل هويته بفخر، ويسهم في مجتمعه بصدق.
#أضحى مبارك وكل عام ولبنان بالف خير 
#بصمة_قائدة

إضافة تعليق جديد

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

test

ARAB OPEN UNIVERSITY
Advertisment
The subscriber's email address.