د. بول الحامض: أخطر مراحل الدولة تتطلب نضالاً حقيقياً وتحالفاً وطنياً نظيفاً
مؤامرة القضاء على الجمهورية اللبنانية وعلى الشعب اللبناني لها فصول متشعبة وملامحها تبدو واضحة المعالم مع إستباحة القرار السياسي والأمني والإجتماعي ، ومنذ ذلك الحين تتوالى الأحداث لتحصد المزيد من الأبرياء ... لكن شعلة المناضلين ما زالت مستمرّة عن كرامة الوطن والمسيحيين خاصة واللبنانيين عامة ، وإنطلاقًا من هذه المتابعة إتصلنا بالناشط السياسي الدكتور بول حامض لنقف على أرائه في مسار الأمور السياسية من كل جوانبها في لبنان .
حاوره عبر الهاتف طوني الياس –
سؤال : لماذا قررتم دكتور التعاطي في الشأن العام في جمهورية أسيادها مضطهدون وحكامها متلوّنون ؟
جواب : أهلاً وسهلاً بكم في البداية أنا إبن بيت لبناني عريق يحفظ تاريخ الأجداد ويخط مساره السياسي النضالي بنبل الأخلاق والعمل السياسي الديمقراطي الدؤوب ، ما دعاني خوض المعترك السياسي هو محبتي للوطن وللمؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية وبالعودة للجـزء الثاني من سؤالكم دعني أقول لكم ما دعاني لخوض المعترك السياسي هو محبتي لوطني ولشعبي وأستطرد قائلاً إنّ بعض السياسيين العاجزين عن إقناع الناس بمصداقيتهم وبصدق وعودهم وبمصداقية مشاريعهم لم يجدوا الحجج المقنعة ليطلّون بها على المواطنين ، ويستعينون بالتضليل والكذب والرياء وتقليب الناس على بعضها البعض ويلفقون التهم الباطلة والإخبارات المجهولة لتأسيس مرحلة سياسية أقل ما يُقال عنها أنها مرحلة من أخطـر المراحل التي تمر على دولتنا. من كل هذه المنطلقات قررت خوض مرحلة العمل السياسي من خلال ترشحي للندوة النيابية ضمن تحالف وطني يضم مرجعيات وطنية سياسية متحرِّرة من كل عيوب العمل السياسي .
سؤال : بصفتكم ناشط سياسي مهتّم بالشؤون العامة كيف تقيِّمون حضور المسيحيين في مؤسسات الجمهورية اللبنانية ؟
جواب : إنّ حضور المسيحيين ووجودهم في مؤسسات الجمهورية اللبنانية، أو ما يمكن إدراجه تحت عنوان المشاركة المسيحية في المشاركة ضمن المؤسسات الرسمية شغلنا الشاغل ، وهي وفق وجهة نظرنا يجب أن تكون مشاركة فاعلة منتجة ومؤثرة بعيدة كل البعد عن أي شعور محبط وخيبة وإنكفاء ، وهذا الشعور لازم المسيحيين منذ أن تحاربوا فيما بينهم ودفعوا الثمن الباهظ من حضورهم المادي والمعنوي . حرب الأخوة كانت كلفتها باهظة واحدثت خللاً متماديًا في التوازن الوطني وهنا بكل محبة وبراءة أحمل المسؤولين الروحيين والمدنيين كامل المسؤولية عمّا آلت إليه الأمور عند المسيحيين . إنني أعمل وفريق عملي والمتابعين من جمعيات ومؤسسات لكسر هذا الواقع وتصحيح الخلل الفاضح بحض الشباب على الإقبال على مؤسسات الدولة والإنخراط في مؤسساتها المدنية والعسكرية ، وأتمنى أن نوّفقْ في مهمتنا هذه لكنها صعبة لغاية الآن بسبب عدم التجاوب بين الأحزاب القائمة لأنها تعتبر أنه بمجرد الدخول إلى السلطة يتحرر المواطن من قيودها وبالتالي تمتنع عن مطالبة الشباب في الإنخراط في مؤسسات الدولة .
سؤال : هل لديكم أي دراسة عن قانون الإنتخابات ؟ وهل بإمكانكم إطلاعنا على بعض عناوينه ؟
جواب : قانون الإنتخابات هو أساس عملنا الفكري والنضالي ، ونعتبره المدخل لأي إصلاح سياسي وتصحيح الخلل المشكو منه على صعيد التمثيل والمشاركة . إنني أعتبر أنه قد آن الأوان لوضع قانون إنتخابات ثابت ديمقراطي يؤمن صحة التمثيل الشعبي الصحيح لكافة اللبنانيين ويحفظ التوازنات الطائفية والوطنية ، كما يُتيح لكل المكونات الشعبية إختيار ممثليهم ونوابهم فلا يكون النواب المسيحيون خاضعين إنتخابيا لأصوات المسلمين ولا يكونون بعد إنتخابهم مهمشين وتابعين . إنّ هذه الثوابت هي العناوين العريضة للمشروع الإنتخابي الذي نسعى له وسنعمل مع المستشارين التداول به قريبا مع كل المكونات الوطنية بما فهيم القيادات الروحية .
سؤال : يتم التداول هنا في فرنسا عن أن " الإنتشار المسيحي في لبنان مقضوم بعض الشيء " هل من معلومات لديكم؟
جواب : للأسف نعم ولكن هناك مساعي لإيقاف هذا الأمر ولكنها على المستوى المسيحي جد خجولة ، نعم الإنتشار المسيحي خطير على المستويين الجغرافي والديمغرافي ، وفي دراسة أعدتها المستشارة الإعلامية لدي تمنّت في مضومنها " يجب على المسيحيين الحفاظ على إنتشار يغطي كل المناطق وخصوصًا مناطق التي يكون فيها إختلاط سكاني (مسيحي – إسلامي)، وتحديدًا مناطق الأرياف والأطراف ، ويجب التنبه على أمر في غاية الخطورة ألا وهو ألاّ ينحصر الإهتمام على التمركز المسيحي المحدود في المدن..." الدراسة تدعو إلى وضع خطط إنمائية وإقتصادية وإجتماعية للحد من النزوح إلى المدن أو السفر إلى الخارج لأسباب إقتصادية . هدفنا منع أي تموضع جغرافي ديمغرافي كي لا نصل إلى وطن فارغ من طاقاته وكفاءاته وشبابه المسيحي .
Recent comments